نبذة عن سلطنة عمان
غرب آسيا وتشكل المرتبة الثالثة من حيث المساحة في شبه الجزيرة العربية وتحتل الموقع الجنوبي الشرقي إذ تبلغ مساحتها حوالي 309,500 كيلو متراً مربعاً يحدها من الشمال المملكة العربية السعودية ومن الغرب الجمهورية اليمنية ومن الشمال الشرقي دولة الإمارات العربية المتحدة وتشترك في حدودها البحرية مع إيران وباكستان والإمارات واليمن، لديها ساحل جنوبي مطل على بحر العرب وبحر عمان من الشمال الشرقي. نظام الحكم في عُمان سلطاني وراثي ويعد سلطان عُمان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد صاحب أطول فترة حكم في الشرق الأوسط الذين هم على قيد الحياة حالياً، لا يسمح الدستور العُماني بالأحزاب السياسية بينما حق الإنتخاب مكفول لكل مواطن عُماني بلغ الواحدة والعشرين من عمره لاختيار أعضاء مجلس الشورى.[16]
من أواخر القرن 17 كانت سلطنة عمان إمبراطورية قوية تتنافس مع المملكة المتحدة والبرتغال على النفوذ في منطقة الخليج العربي والمحيط الهندي في ذروتها في القرن 19 النفوذ العُماني وسيطرته التي تمتد عبر مضيق باب السلام إلى العصر الحديث الإمارات وباكستان وإيران وجنوباً حتى زنجبار كما إنخفضت قوتها في القرن 20 جاءت السلطنة تحت تأثير المملكة المتحدة وتاريخياً كانت مسقط الميناء التجاري الرئيسي في منطقة الخليج العربي، مسقط كانت أيضاً من بين أهم الموانئ التجارية في المحيط الهندي.[17]
يعتقد أن مجان الواردة في الكتابات السومرية تشير إلى عُمان[18][19] الغالب أن عُمان كانت محطة وصل مهمة للقوافل التجارية وعرفت هذه المنطقة التاريخية باسم جبل النحاس ولها إرتباط بثقافة أم النار وصلات تجارية مع بلاد الرافدين ولا يعرف الكثير عن طبيعة النظم في تلك المستوطنات الصغيرة وإختفت مجان من النصوص السومرية مبكراً في العام 1800 عام قبل الميلاد. تمتلك عُمان أربعة مواقع ضمن مواقع التراث العالمي وصنفت رقصة البرعة ضمن التراث الثقافي اللامادي للإنسانية وإختيرت عدة مرات كوجهة سياحية لتاريخ البلاد وثقافتها وتنوع تضاريسها الجغرافية.
تتمتع سلطنة عُمان بوضع سياسي واقتصادي مستقر في العموم، اقتصادها نفطي إذ أنها تحتل المرتبة 23 في إحتياطي للنفط على مستوى العالم والمرتبة 27 في إحتياطي للغاز، وتحتل السلطنة المرتبة 64 من بين أكبر اقتصادات العالم ومع ذلك، في عام 2010م في المرتبة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عُمان باعتبارها البلد الأكثر تحسناً على مستوى العالم في مجال التنمية خلال 45 عاماً السابقة. يتم تصنيف عُمان كاقتصاد ذات الدخل المرتفع وتصنف باعتبارها ال59 البلد الأكثر سلمية في العالم وفقاً لمؤشر السلام العالمي. وتشتهر عُمان بأنها أحد أهم مراكز المذهب الإباضي، حيث يعتبر المذهب الأساسي في الحكم، بالإضافة لوجود المذهب السني والمذهب الشيعي وكل المذاهب متجانسة مع بعضها البعض بلا أي خلاف. سلطنة عُمان عضو مؤسس في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وحركة عدم الانحياز والبنك الإسلامي للتنمية وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة التجارة العالمية والمنظمة الدولية للمعايير والوكالة الدولية للطاقة المتجددة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.[20]
أصل التسمية[عدل]
عُرفت عمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن أبرز أسمائها مجان ومزون وعمان حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري أو تاريخي محدد فاسم مجان إرتبط بما إشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعمان صلات تجارية وبحرية عديدة وكان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم أرض مجان أما اسم مزون فإنه إرتبط بوفرة الموارد المائية في عمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها وكلمة مزون مشتقة من كلمة (المزن) وهي السحاب ذو الماء الغزير المتدفق ولعل هذا يفسر قيام وإزدهار الزراعة في عمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة أيضاً وبالنسبة لاسم عمان فإنه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عُمان في اليمن، كما قيل إنها سميت بعُمان نسبة إلى عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام وقيل كذلك أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم وكانت عمان في القديم موطناً للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكن بعضها السهول وأشتغلت بالزراعة والصيد وإستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية وأشتغلت بالرعي وتربية الماشية.[21]
التاريخ[عدل]
مقالة مفصلة: تاريخ عُمان
مقالة مفصلة: تاريخ عُمان
ما قبل التاريخ[عدل]
إختلفت الآراء في أصل تسمية عمان فالبعض يرجعه إلى قبيلة عُمان القحطانية والبعض يأخذه من معنى الإستقرار والإقامة فيقول ابن الإعرابي: العمن أي المقيمون في مكان، يقال رجل عامن وعمون ومنه إشتقت كلمة عُمان ويستطرد فيقول: أعمن الرجل أي دام على المقام بعمان أما الزجاجي فيقول: أن عمان سميت باسم عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام بينما يذكر ابن الكلبي: أنها سميت باسم عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه هو الذي بنى مدينة عُمان، أما شيخ الربوة فيقول: أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عُمان بن لوط النبي عليه السلام.
وقيل أن الأزد سمت عمان (عُمانا) لأن منازلهم كانت على واد لهم بمأرب يقال له عمان فشبهوها به ومن أقدم المؤرخين الرومان الذين ذكروا عُمان بهذا الاسم لينوس الذي عاش في القرن الأول للميلاد 23 م – 79 م فقد ورد في كتاباته اسم مدينة تسمى عُمانه (OMANA) وكذلك ورد هذا الاسم عند بطليموس الذي عاش في القرن الثاني للميلاد ويظن جروهمان أن عُمانه المذكورة عند هذين المؤرخين هي صحار التي كانت تعد المركز الاقتصادي الأكثر أهمية في المنطقة في العصر الكلاسيكي وقد عرفت عمان بأسماء أخرى فقد أطلق عليها السومريون ودول بلاد ما بين النهرين اسم مجان ربما نسبة إلى صناعة السفن التي تشتهر بها عمان، حيث ورد في النقوش المسمارية بأن مجان تعني هيكل السفينة كما سماها الفرس باسم مزون وورد اسم عمان في المصادر العربية على أنها إقليم مستقل.[22]
في جنوب سلطنة عُمان تقع مدينة تعرف بظفار ويعود تسميتها إلى عصور قديمة فقد ورد ذكر ظفار في أحاديث روتها أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما وتم اكتشاف موقع أثري في عام 2011م يحتوي على أكثر من 100 قطعة من الأدوات الحجرية وكذلك تم اكتشاف مواقع أثرية كالبليد وسمهرم وهو موقع أثري مشهور حيث كانت السفن تنقل اللبان الظفاري منه إلى جميع أنحاء العالم وقد ورد ذكر ظفار في المنحوتات الفرعونية زمن الملكة حتشبسوت فقد كان ينقل إليها اللبان الظفاري ليتم حرقة في المعابد الفرعونية..[23]
في مدينة عبري، هو أقدم المستوطنات البشرية المعروفة في المنطقة، التي يعود تاريخها ما يصل إلى 8000 عام إلى أواخر العصر الحجري تم اكتشاف.[24] البقايا الأثرية هنا من العصر الحجري والعصر البرونزي. وشملت النتائج الأدوات الحجرية، عظام الحيوانات وقذائف ومداخن النار، مع تاريخها في وقت لاحق إلى 7615 عام قبل الميلاد والتي تشير إلى أقدم علامات الإستيطان البشري في المنطقة وتشمل اكتشافات أخرى مثل الفخار مصبوب اليد والتي تحمل علامات ما قبل العصر البرونزي المميزة وينفذ الصوان الثقيلة وآثار أدوات ومكاشط.
على جبل صخرة وجه في نفس المنطقة، تم اكتشاف لوحات الكهف كما تم العثور على رسومات مماثلة في مناطق وادي السحتن في ولاية الرستاق ووادي بني خروص في ولاية العوابي. فهي تتألف من شخصيات البشر تحمل أسلحة ويجري التي تواجهها الحيوانات البرية وسيوان في هيما هو موقع محلي آخر يعود للعصر الحجري حيث وجد علماء الآثار النصال والسكاكين والأزاميل والأحجار الدائرية والتي قد تكون استخدمت لإصطياد الحيوانات البرية.
مملكة مجان[عدل]
لقد حطت في عُمان رحال الكثير من البحارة والجغرافيين والمؤرخين وكتبوا عنها وعن سماتها الديموغرافية والجغرافية، على أن تلك النصوص التاريخية تحيل الباحث تلقائياً إلى رسم المعالم الحدودية لعُمان في شكلها السياسي على وجه الخصوص كما هو الحال عند أي نص تاريخي مماثل لبلد آخر، ذلك أن الجغرافيا السياسية للبلدان لم تكن على مر التاريخ جامدة بل ظلت متحركة وخاضعة للعديد من المتغيرات والعوامل، كالعامل الزمني والعامل السياسي والعامل الاقتصادي والعامل الطبيعي والعامل الديموغرافي وهذا الأخير إنما تتشكل ملامحه هو الآخر بحسب المحددات والمؤثرات ذات البعد الإنساني وأهمها الإرتحال طلباً للرزق والعيش والإستقرار، لذلك فإن عُمان كانت واحة آمنة لموجات الهجرة العربية الأولى وبالأخص بعد إنهيار سد مأرب وخروج معظم القبائل العربية إلى أطراف الأرض حيث كان إنهيار السد العظيم علامة فارقة في تاريخ الأمة العربية وإنعطافة حادة للمسار التاريخي العربي، فكان لعُمان نصيب من ذلك.
كما كانت عُمان أرضاً خصبة لحراثة الكثير من الرحالة جهابذة التاريخ الذين لمعت أسماؤهم على صفحات التاريخ الإنساني من العرب والعجم وقد تركوا للإنسانية الكثير من الانتاج التأريخي الذي يمكن أن يعد بلغة العصر قاعدة بيانات ذات قيمة علمية عالية.
يعود تاريخ عمان إلى 8000 قبل الميلاد بينما تشير بعض الحفريات والقطع الأثرية إلى وجود نشاط لمستوطنات بشرية عاشت في عمان في عصور مبكرة ترجع إلى 10000 قبل الميلاد وقد عزز ذلك اكتشاف العديد من القطع الحجرية والآثار القديمة التي تشير إلى وجود أنشطة تعدينية وملاحية تتماثل في تقنياتها بين شرق عُمان وغربها، فضلاً عن تماثل التصاميم الخاصة بالمقابر في أقاليم جغرافية مختلفة تشير إلى أنها نتاج حضارة واحدة وقد عُرفت عمان عبر تلك السلاسل الزمنية الطويلة بعدة تسميات فقد أطلق عليها السومريون ودول بلاد ما بين النهرين اسم مملكة مجان (عمان) لشهرتها في إنتاج النحاس باعتبارها أرض النحاس وذلك في تطابق دلالي مع اللفظ السومري MAGAN الذي يعني أرض النحاس أو أرض الصخور والحجارة في إشارة مطابقة إلى الطبيعة الجغرافية الصخرية لعمان بخلاف الأراضي الصبخة والسهلة التي لا تستقيم دلالة اللفظ عليها إلى جانب حرفة صناعة السفن التي ظلت شهرة العُمانيون بها تاريخياً واسعة النطاق وظهر هذا الاسم مجان في نقوشهم المسمارية باعتبارها معاصرة لمملكة دلمون (البحرين) في شكلها السياسي القديم وحضارة ملوخا الواسعة التي تشير العديد من المصادر التاريخية إلى أنها تبدأ من السواحل الغربية للقارة الهندية كما يشير بعضها إلى منطقة رأس الحد بالسواحل الشرقية العُمانية.[22]
كذلك يشير بعضها الآخر إلى كونها منطقة أثيوبية بالقارة الأفريقية ومجان (أي عُمان) مملكة ذات حضارة واسعة وذات شهرة عالمية كبيرة لصلاتها وأنشطتها التجارية والزراعية والبحرية لذلك فهي تتجاوز النطاق الجغرافي العُماني في شكله السياسي الحالي لوجود شواهد أثرية وتاريخية عديدة تؤكد وجود إمتداد حضاري لمملكة مجان يبدأ من أراضي جزيرة مصيرة ورأس الجنز في الشرق العُماني ليشمل أجزاء من الساحل العُماني أو عُمان المتهادنة أو ساحل عُمان (دولة الإمارات العربية المتحدة حديثاً) قديماً قبل إنفصال الساحل المذكور عن الشمال العُماني من ناهيك عن ورود اسم مجان في النقوش السومرية ليشمل الخليج العربي حالياً من تلك الشواهد تماثل تصاميم المدافن والأسوار والتحصينات العسكرية وأشكال العمارة والتي أدرج بعضها ضمن قائمة التراث العالمي منها على سبيل المثال موقع بات بولاية عبري وحصن بهلاء بالمنطقة الداخلية ثم مثل ذلك موقع سمد الشان بولاية المضيبي إلى جانب تماثل بعض الفخاريات والأواني وأدوات الزراعة والحراثة لتمتع المنطقة العُمانية بموارد مائية عديدة وأنظمة ري دفعت بالعُمانيين إلى الإشتغال بالزراعة وهذا بخلاف المناطق الساحلية والصبخة المعادية للحياة عموماً إلى جانب وجود قطع أثرية أخرى عديدة تعكس سلطة الطبيعة الجغرافية والمناخية للمنطقة التي دفعت بسكانها لعُمانيين إلى إحتراف تلك الصناعات وبالتالي الحاجة إلى أدواتها وآلياتها فضلاً عن أن مظاهر تلك الممارسات الحياتية إنما هي في الحقيقة سمات مجتمع موحد نمطياً تربط أطرافه روابط اجتماعية واقتصادية وسياسية واحدة متصلة بالمركز السياسي لمجان.
العصور الحجرية القديمة[عدل]
تعود بداية حضارة الإنسان في عُمان إالى الألفية الثامنة قبل الميلاد وفيها صنع الإنسان العُماني أدواته من الحجر العادي وهناك آثار ونقوش في عُمان ترجع إلى هذا العصر. وتتعدد تلك النقوش في عُمان ما بين الحفر على الصخر في شمال عُمان إلى استخدام الألوان في جنوبها في ظفار وتبدو في تلك النقوش صور بشرية وحيوانات برية، كما عثرت البعثات الاثرية في عُمان على أدوات عديدة تنتمي إلى هذا العصر مثل الفؤوس وأدوات الصيد وهياكل عظمية لحيوات برية وأدوات حجرية ونقوش في ظفار وسيوان (هيما).
العصر الحجري[عدل]
تمكن الإنسان العُماني في هذا العصر الوسيط من إستثمار الموارد الطبيعية المتاحة، فشكل أدوات مفيدة من حجر الصوان أشتملت على الفؤوس والمكاشط والمدقات، كما بدأت الخطوات الأولى نحو صناعة الفخار وتميزت مواقع عُمان المكتشفة والتي تنتمي إلى هذا العصر بوجود نظم جديدة في بناء المقابر وعمليات الدفن وأدوات تدل على جوانب عقائدية تصور الحياة في العالم الآخر.
العصر الحجري الحديث[عدل]
بدأ الإنسان العُماني بصناعة أدواته من حجر الصوان الشديد الصلابة، الأمر الذي يحتاج إلى أدوات وتقنية متقدمة، كما ظهرت الأواني الفخارية والرحى لطحن الحبوب، وتعد الرحى أهم إنجازات الإنسان في هذا العصر.
أهم المكتشفات الأثرية من العصور القديمة[عدل]
وفي عُمان تم اكتشاف العديد من مواقع التجمعات البشرية والمستوطنات الكبيرة على السواحل و في الأودية وعلى سفوح الجبال وعُثر على عظام الحيوانات مثل الأبقار والظباء والجمال و تعد آثار رأس الحمراء بمسقط أهمها على الإطلاق، كما تشير محتويات موقع حفيت الأثري وآثار بات على الوضع الحضاري لتلك العصور في عُمان، ومن أبرز المواقع التي عُثر فيها على شواهد أثرية (مستوطنة الوطية) بمحافظة مسقط يرجع تاريخها إلى الألف العاشرة قبل الميلاد، عثر بها على مخلفات أثرية أشتملت على أدوات حجرية وقطع من الفخار، كما عُثر على مواقد للنار وبعض الأدوات الصوانية الحادة والمسننة على شكل مكاشط وأنصال وسهام، وبعض النقوش الصخرية التي تعبر عن أساليب الصيد وطرق مقاومة الحيوانات المفترسة.
التاريخ القديم[عدل]
عُمان تملك تاريخاً قديماً لدول مستمرة ولكن أجزاء من سلطنة عُمان اليوم شكلت محطات تجارية في التاريخ القديم[25] ظهرت مجان في النصوص السومرية من بلاد الرافدين ويُعتقد أنها المنطقة من شمال سلطنة عُمان وتشمل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم[26] كانت المنطقة مرتبطة بالنحاس والتي كانت عنصراً مهما لحضارات بلاد الرافدين القديمة.
إختفت مجان عقب سقوط سلالة أور الثالثة في العراق في العام 2000 قبل الميلاد[27] سيطرت الإمبراطورية الأخمينية الفارسية على المنطقة بقيادة كورش الكبير في القرن السادس قبل الميلاد[28] فيما كانت ظفار، مرتبطة بالممالك العربية الجنوبية القديمة[29] لعُمان ثلاث مسميات قديمة وهي مجان ومزون وعُمان، حيث يعني الأول (مجان) أرض النحاس في الكتب السومرية ويعود ذلك لإشتهار عُمان قديماً بتصنيع النحاس وصهره وتجارته مع الحضارات الأخرى أما مزون فيأتي من (مزن) وتعني الغيمة الماطرة ويدل ذلك على وفرة المياة قديماً في عُمان في حين أن اسم عُمان قيل أنه نسبة إلى عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام ويقال أيضاً أنه نسبة لمنطقة في اليمن تسمى عُمان وأخذ هذا الاسم إلى عُمان (البلاد) المهاجرون بعد إنهيار سد مأرب باليمن.
عُمان قبل الإسلام[عدل]
مقالة مفصلة: الإسلام في عمان
منذ عصر النهضة العُمانية المعاصرة بدأت البعثات العلمية للتنقيب عن الآثار تمارس عملها وتوصلت إلى نتائج علمية على درجة كيبرة من الأهمية لعل من أهمها اكتشاف مجتمعات عمرانية وجدت على الساحل العُماني الشرقي والغربي ترجع إلى الألفية السادسة قبل الميلاد وكشف النقاب عن مجتمعات أخرى في موقع القرم بمسقط تعود إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد حيث عثر على مقابر وبقايا أطعمة وأمتعة شخصية تشير إلى أن سكان هذا الموقع كانوا يمارسون حرفة الصيد بينما إحترف بعضهم مهنة قنص الغزلان من الوديان في المناطق الداخلية من عُمان وعثر على حلي للرجال والنساء بما يؤكد بلوغ درحة ما من التقدم التقني والحضاري.
وقد كشفت التقارير العلمية التي نشرت عام 1987م عن محطة التنقيبات الأثرية التي أجريت في المنطقة الوسطى من الباطنة لتؤكد وجود مجتمعات قديمة لها نشاطها الاقتصادي والسياسي المنظم ولها علاقاتها الخارجية مع العديد من الدول الأخرى، ففي دراسة نشرها كل من الباحث الإيطالي باولو كوستا، البروفسور البريطاني جون سي ويلكنسون حلو منطقة صحار قدم المؤلفان معلومات وافية عن المجتمعات التعدينية والزراعية والتجارية للمنطقة التي ترجع أصولها التاريخية إلى مراحل بعيدة من العصور القديمة إمتدت إلى العصور الإسلامية .
كما قدم الباحثان (كوستا وويلكنسون) تقريراً علمياً دقيقاً يؤكد وجود مناطق تعدينية لاستخراج النحاس خلف المنطقة الزراعية بنحو 25 كيلو متراً على سفح جبال الحجر الغربي ودل العثور على آثار حجرية في المنطقة بما يؤكد قيام مجتمعات صغيرة في مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد وقد أكدت الدراسة إستمرار إستغلال هذه المناجم إلى العصور الإسلامية.
كذلك أكدت الدراسات البحثية التي أجريت في العراق عن استخدام النحاس منذ القرن الرابع قبل الميلاد وأضافت هذه الدراسات إنه كان ينقل من عُمان عن طريق الرحلات البحرية في الخليج.
ومنذ منتصف الألفية الثانية أخذ استخدام الحديد ينتشر بصورة متزايدة و بخاصة في صناعة الأسلحة مما قلل من أهمية الطلب على النحاس وشيوع مواد تجارية جديدة مثل اللبان والأفاوية والجمال والخيول، لذا فقد أخذت التجارة العُمانية تتجه في معظمها صوب الغرب والشمال لتحدد مع تجارة قوافل جنوب الجزيرة العربية الواسعة فيما عرف بطريق البخور.
لقد تضاعفت أهمية تجارة عُمان منذ الألفية الأولى قبل الميلاد بسبب مقدرة العُمانيون على توفير سلع أجنبية للأسواق العربية مثل القرفة التي كان يستوردها العُمانيون من الهند ويقومون بنقلها إلى بقية الأسواق العربية ومما يستلفت النظر إن اسم (مجان) قد أصبح له مدلول جغرافي أوسع خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث شمل جميع الأقسام الجنوبية من الجزيرة العربية إبتداء من مضيق باب المندب وحتى مضيق هرمز و عموماً فإنه مع ضعف الطلب على النحاس وجد العُمانيون بديلاً في اللبان والبخور و الخيول والمنتجات الهندية والصينية ومن ثم فقد نشطت تجارة التوابل إضافة إلى الحرف التقليدية التي إمتهنها العُمانيون منذ العصور التاريخية القديمة وهي الزراعة و برعوا في توفير المياة من خلال الأفلاج والعيون وتقدم الدراسات الأثرية الحديثة ما يؤكد مقدرة الإنسان العُماني وتفوقه في مهنة الزراعة ومهارته الشديدة في التفنن في إستغلال المياة من خلال شق الأفلاج ويشير القزويني (آثار البلاد وأخبار العباد) إلى أن إرم ذات العماد تقع في منطقة الأحقاف من الجزء الجنوبي الغربي من عُمان ثم يقول (لقد أجرى الملك إليها نهراً مسافة أربعين فرسخاً تحت الأرض فظهر في المدينة فأجرى من ذلك النهر السواقي في السكك والشوارع وأمر بحافتي النهر والسواقي فطليت بالذهب.
مقالة مفصلة: الإسلام في عمان
عُمان والإسلام[عدل]
مقالة مفصلة: الإسلام في عمان
كان العُمانيون من بين أوائل الناس الذين دخلوا في الإسلام وعادة ما يرجع التحويل من العُمانيين إلى عمرو بن العاص الذي بعثه النبي محمد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حوالي 630م لدعوة جيفر وعبد إبني الجلندى حكام عُمان في ذلك الوقت لقبول الإيمان في تقديم الإسلام أصبحت عُمان يحكمها حاكم منتخب وهو الإمام.
خلال السنوات الأولى من البعثة الإسلامية، لعبت عُمان دوراً رئيسياً في حروب الردة التي حدثت بعد وفاة النبي محمد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وأيضاً شاركوا في الفتوحات الإسلامية العظيمة براً وبحراً في العراق وبلاد فارس (إيران) وخارجها وكان الدور الأبرز في سلطنة عُمان في هذا الصدد من خلال أنشطتها التجارية والملاحة البحرية الواسعة في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية والشرق الأقصى وخاصة خلال القرن التاسع عشر عندما ساعد إدخال الإسلام إلى السواحل السواحلية ومناطق معينة من وسط أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا والصين، بعد تقديمه للإسلام كان يحكم عُمان قبل الأمويين بين (661م - 750م، 750م - 931م) والعباسيين بين (931م - 932م، 933م - 934م - 967م) والقرامطة (933م - 934م) والبويهيين بين (967م - 1053م) والسلاجقة من كرمان بين (1053م - 1154م).
إرتبط العُمانيون بأصول عربية عريقة والثابت أنه حدثت هجرة عربية كبيرة في العصور التاريخية الأولى من شمال شبه الجزيرة العربية إلى عُمان وسواحلها وذلك بسبب الجفاف في شبه الجزيرة العربية ولا يعرف بالضبط تاريخ هذه الهجرة وهل كانت هجرة كبيرة واحدة أو على دفعات وهؤلاء المهاجرون ينتسبون إلى قبائل نزار وهم العدنانيون عرب الشمال.
يستدل من المصادر العربية أن عُمان تعرضت لهجرة يمنية كثيفة العدد، منذ فجر التاريخ وأكثرها شهرة هي الهجرة التي أتت بعد إنكسار سد مأرب وتهدمه في القرن الأول الميلادي فرحلت لخم والزد عن اليمن إلى أطراف شبه جزيرة العرب فنزل بعض الأزد في الطرف الشرقي من عُمان بينما إستقر الأوس والخزرج في يثرب، أما بنو عمرو بن عامر الذي يعود نسبه إلى مازن بن الأزد فقد نزلوا بمشارف الشام. ويذكر البلاذري أن الأزد بعد خروجهم من بلادهم إنتقلوا إلى مكة المكرمة ومن هناك تفرقوا فأتت طائفة منهم عُمان وطائفة السراة وطائفة الأنبار والحيرة وطائفة الشام.
وفي الحقيقة لا يوجد تاريخ دقيق لهجرة الأزد إلى عُمان ولا تحديد ثابت لخط سير هذه الهجرة سواء عن طريق حضرموت إنطلاقاً من مأرب أو عن طريق اليمامة والبحرين إنطلاقاً من السراة (عسير) وإن كانت بعض المصادر تشير إلى أن قبيلة الأزد التي كانت تسكن مأرب في نهاية القرن الأول الميلادي هاجرت من مأرب عبر وادي حضرموت، ونزلت سيحوت في (الشحر) بقيادة مالك بن فهم الذي إنتقل بالبحر إلى (قلهات) (15 ميلاً شمال غرب صور) وقام بتحرير عُمان من الفرس خلال معارك شرسة وأصبح السيد الأول المستقل على كل عُمان.
والحق أن المواجهة بين عرب عُمان والفرس على الخليج العربي جعلت العُمانيين يحرصون على إستقلالهم وعلى الاعتزاز بعروبتهم وأصالتهم اعتزازاً كبيراً ويستكمل العُمانيين النصر على الفرس بنزولهم في أرض بلاد فارس نفسها، إذ نجح سليمة بن مالك بن فهم في إقتطاع أرض كرمان من العجم، ولم تخرج كرمان عن حكم العُمانيين إلا بعد وفاة سليمة بن مالك بن فهم وإختلاف رأي أولاده من بعده. فتغلبت الفرس عليهم وإستولوا على ملك أبيهم في كرمان وإضمحل أمرهم فتفرقوا بأرض كرمان ورجعت فرقة منهم إلى أرض عُمان.
مقالة مفصلة: الإسلام في عمان
إمامة عُمان[عدل]
وجد العُُمانيون أن عامل الخليفة العباسي قد ترك لهم الخيار وأن الخلافة لم تعد تسير على النهج الإسلامي الصحيح، فهي حكم متوارث أكثر من كونها خلافة إنتخابية وهم لذلك لا يرون في هؤلاء الخلفاء ما يلزمهم طاعتهم، فقرروا إنتخاب إماما لهم يتولى شؤونهم، فعقدوا الإمامة على الجلندى بن مسعود بن جيفر بن الجلندى حفيد حاكم عمان عند ظهور النبي عليه السلام ومن مشاهير علماء الدين في عهده عبد الله بن القاسم وهلال بن عطية وخلف بن زياد البحراني وشبيب بن عطية العماني وموسى بن أبي جابر الأزكاني وبشير بن المنذر النزواني، وما دمنا بصدد الإمامة التي يقرأ القارئ كل حين عنها في الصحف ويتردد سمعها في الإذاعات والبرامج التلفزيونية، فلابد من أن يتعرف على أساسها ليكون على بينة من ذلك. ومعنى الإمامة لدينا معروف فهو مرادف لكلمة الخلافة وهو في معناه العصري حكم جمهوري ينتخب فيه الشعب حاكمه، وبالنسبة للإمامة فهو أقرب إلى الناحية الدينية فالمنتخبون هم أعيان البلاد، وهم أيضا رجال الدين في البلاد، ولكنه على كل حال حكم منتخب يمثله حاكم يسمى إماما له حقوق وعليه أيضا حقوق، فمن حقوقه تمثل السلطات التنفيذية، فالإمام رأس الحكومة يساعده من يختاره من الأكفاء وهو المرجع الأعلى في حسم الأمور وتوجيه سياسة البلاد وتخطيط مستقبلها وعليه أيضا أن يجعل الأمر شورى بين المواطنين وأن يتقبل النقد ويتسم بالنزاهة في كل جانب، فإذا حاد عن الخط المستقيم وجب خلعه وجوبه بالحقيقة دون خجل أو وجل. وفي عهد الإمام الجلندى لجأ شيبان بن عبد العزيز اليشكري كبير الصفرية هارباً من السفاح إلى عُمان، فأمر الإمام بمقاتلته وفوض بذلك إلى قاضيه هلال بن عطية والقائد يحيى بن نجيح، فأشتبك الجيشان في معركة كبيرة قتل فيها شيبان ومعركة الإمام الجلندى مع شيبان فيها مدلولها على سعي أتباع المذهب الإباضي في نشر الحق والذود عنه، فرغم أن الصفرية إحدى مذاهب الخوارج ورغم أن الصفرية والإباضية مذهبان بدآ بالخروج على التحكيم في صفين، لم يجد الإمام في ذلك مانعاً من أن يحاربهم ويقضي عليهم نهائياً، إذ وجد أنهم يسيرون في تعصب وضلال ونفذ الإمام حكم القتل في ثلاثة من أقاربه لمحاولتهم الخروج عن الإمامة، هم جعفر الجلنداني وإبناه النظر وزائدة وقد شهد بنفسه تنفيذ الحكم، فظهر على وجهه الاستياء، فهب صحبه يعترضون عليه قائلين: " إعفيه يا جلندى "..... فقال: " لا ولكن الرحمة " ورجل وهذا شأنه وقوم وهذا عزمهم في الإبقاء على حقوقهم بالإمامة لا يستغرب إذا حافظوا عليها في القرن العشرين وهو قرن الديمقراطيات والحكم الشعبي ولعل في اتصال ثورتهم الحالية وصمودهم ضد كل عسف ترويهما هذه المآثر التي ورثوها أباً عن أب والتي تدعوهم إلى المحافظة على إنتخاب الحاكم وصلاحه سواء كان إسمه إماماً أو غير ذلك.
عُمان وبني نبهان[عدل]
يتفق المؤرخون على أن حكم بني نبهان، استمر خمسة قرون تقريباً 1154 - 1624م عرفت الأربعة القرون الأولى بفترة النباهنة الأوائل والتي إنتهت بحكم سليمان بن سليمنا بن مظفر النبهاني. عمان والدولة الاموية والعباسية وحكام النباهنة وعرفت الفترة الثانية بفترة النباهنة المتأخرىن والتي إمتدت من عام 1500 إلى 1624م حيث إنتهت مع قيام دولة اليعاربة وظهور الإمام ناصر بن مرشد اليعربي عام 1624م.
والنباهنة من أصول عربية حيث سنتسبون إلى قبيلة العتيك الأزدية العُمانية العريقة وقد وصفهم ابن زريق بأنهم ملوك عظام وكان من أشهر ملوكهم جوداً وكرماً الفلاح بن المحسن، لقد أشاد ابن بطوطة أثناء زيارته لعُمان بتواضع الحكام النباهنة حيث إتيح له أن يلتقي بالملك النبهاني أبي محمد الذي قال عنه: (و من عاداته أن يجلس خارج باب داره ولا حاجب له ولا وزير ولا يمنع أحداً من الدخول إليه من غريب أو غيره ويكرم الضيف على عادة العرب ويعين له الضيافة ويعطيه على قدره وله أخلاق حسنة). يعتبر عصر النباهنة بأنه من أكثر فترات التاريخ العُماني غموضاً بسبب قلة المصادر التي تناولت هذه الفترة لكن ما وصل إلينا من معلومات يعطي إنطباعاً بأن عصرهم كان عصر تنافس وصراعات داخلية ويصعب تتبع أحداث هذه الصراعات لكن من الثابت أن تدهور الأوضاع الداخلية قد أغرى الفرس لمحاولة إحتلال عُمان وأن هجوماً قام به الفرس في عهد الملك النبهاني معمر بن عمر بن نبهان لكن العُمانيين تصدوا لهذا الهجوم وقضوا عليه إلا أن هجوماً آخر قد وقع سنة 660 هـ / 1261 م في عهد الملك أبي المعالي كهلان بن نبهان بقيادة ملك هرمز محمود بن أحمد الكوستي الذي تمكن من الإستيلاء على قلهات مستغلاً الصراعات القبلية ثم مضى نحو ظفار حيث قامت قواته بنهب الأسواق ومنازل الأهالي وسبي رقيقهم وبلغ عدد السبي إثنى عشر ألفاً وحملت الأمتعة والأموال المسلوبة والرقيق إلى قلهات ثم إتجه معظم الجيش متوغلاً في داخل عُمان عن طريق البر يقوده ملك هرمز بنفسه ولما وصل جيشه إلى منطقة القرى حيث جبال ظفار الشاهقة تم الاستعانة بعشرة رجال من أهل ظفار كأدلاء للطريق فلما وصلوا بهم إلى داخل عُمان هربوا عنهم ليلاً وعلى حد تعبير أبن رزيق : (أصبحوا حائرين يترددون في رمال عالية وفيافي خالية) فتاهو في تلك الصحاري الواسعة ونفذ ما معهم من ماء وطعام ونفقت دوابهم من الجوع والعطش وهام ملك هرمز على وجهه في الصحراء فهلك ومعظم جيشه ومن بقي منهم قتل على يد عرب البادية إلا نفر قليل واصلوا سيرهم حتى وصلوا إلى جلفار ومنها أبحروا إلى هرمز. أما بقية الجيش في قلهات فقد أغار عليهم رجال قبيلة بني جابر وقضوا عليهم ودفنوهم في مقابر جماعية تعرف إلى اليوم بقبور الترك.
وفي عام 647هـ/1276م وخلال حكم عمر بن نبهان أغار الفرس على عُمان بقيادة فخر الدين بن الداية وأخيه شهاب الدين نجلي حاكم شيراز وعندما نزل الجيش الفارسي مدينة صحار التقى بهم عمر بن نبهان في حي عاصم بمنطقة الباطنة وظل يقاتل حتى إستشهد وثلاثمائة من جيشه وزحف الغزاة إلى نزوى التي إستولى عليها الغزاة ونهبوا منازلها وسوقها وأحرقوا المكتبات وأخرجوا أهل عقر نزوى من منازلهم وحلوا محلهم ثم توجهوا إلى بهلا العاصمة الثانية للنباهنة وحاصروها إلا إنها إستعصت عليهم وخلال فترة الحصار قتل فخر الدين أحمد بن الداية وكان لقتله أكبر الأثر على معنويات جنده الذين قرروا الانسحاب من عُمان نهائياً بعد أم مكثوا فيها أربعة أشهر عاشوا خلالها فساداً وقتلاً.
وفي عام 866هـ/1462م أغار الفرس على عُمان وإتخذوا من بهلا مقر لهم بعد أن طروا الملك النبهاني سليمان بن مظفر الذي فر إلى الأحساء التي إتخذها مكانا لإعادة ترتيب جنده ثم عاود هجومه على الفرس وتكن من تحرير عمان وإعادة ملكه لكن يبدوا أن إنقساماً قد وقع بين النباهنة أنفسهم لذا فقد رحل سليمان بن مظفر إلى شرق إفريقيا حيث أسس مملكة بته (بات) بعد أن ترك ولداه سليمان وسحام في عمان وإشتد بينهما الصراع على السلطة وإنتهى الأمر بإنتصار سليمان على أخيه لكن الصراع بينه وبين زعماء القبائل لم يتوقف إلى أن إختارت القبائل محمد بن إسماعيل إماماً.
ثم تجددت الصراعات مره أخرى حينما تمكن سلطان بن محسن بن سليمان النبهاني من إستعادة ملك أجداده وإنتزاع مدينة نزوى عام 924هـ/1556م إلا إنه لم يتمكن من السيطرة على داخلية عمان.
وقد بقيت البلاد تتنازعها الإنقسامات والحروب الأهلية إلى أن تمكن سليمان بن مظفر بن سلطان من السيطرة على داخلية عمان وإتخذ من مدينة بهلاً مقراً لحكمه ونجح العمانيون في صد هجوم قارس على مدينة صحار لكن ما لبثت الفتن أن أطلت برأسها من جديد ولما كانت مدينة بهلا مقراً لحكم النباهنة فقد حرص كل زعيم منهم على أن ينفرد بحكمها لذا فقد إنقسمت البلاد بين أشخاص نصبوا من أنفسهم ملوكاً على مدن وقطاعات إتسمت أوضاعها بالضعف وإمتد الصراع إلى منطقة الظاهرة التي كان مسيطراً عليها أبناء الملك النبهاني فلاح بن محسن، عُمان والدولة الاموية والعباسية وحكام النباهنة. لقد تناولت المصادر العمانية الفترة الأخيرة من حكم النباهنة حيث سادت الفوضى وإنقسمت عمن إلى ممالك صغيرة وتدهور الحياة الاقتصادية والسياسية إلى أن قيض الله لعُمان رجلاً من بين رجالاتها تميز بكفاءة عالية ألا وهو ناصر بن مشرد اليعربي الذي إختاره أهل الحل والعقد في عُمان وعقدوا له الإمامة سنة 1034هـ/1624م وبذلك بدأت عمان مرحلة جديدة من التلاحم حيث إستوعب الإمام الجديد كل تجارب وطنه و عزم النية على أن يبدأ بتوحيد البلاد على اعتبار أن ذلك هو صمام الأمان لمواجهة الخطر الخارجي المتمثل في الإحتلال البرتغالي وإستهلت عُمان عصراً جديداً تميز بالشموخ والقوة.
الإمبراطورية العُمانية[عدل]
مقالة مفصلة: دولة اليعاربة
دولة اليعاربة (1624 م - 1741 م / 1033 هـ - 1153 هـ) هي عُمان الكبرى وهو ما يعرف حديثاً بسلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وإمتدت لتشمل شرق أفريقيا وجزء من فارس وعاصمتها الرستاق بعد القضاء على دولة بني نبهان دامت قرابة 117 عاماً. تميزت الفترة الأولى لدولة اليعاربة باعتماد المنهج الإسلامي، حيث ألغيت الضرائب مثلاً وأعتمدت الزكاة مكانها.
مؤسسها ناصر بن مرشد بويع بالإمامة الإباضية سنة 1624م، حيث بنى أسطولاً بحرياً ضخماً مكنه من الإنتصار على القوات البرتغالية، وأخرج الفرس من رأس الخيمة.
قام خميس بن سعيد الشقصي بجمع علماء الإباضية وأعطى البيعة بالإمامة لناصر بن مرشد[30]، عارضت الكثير من القبائل والمدن العُمانية هذا الأمر بل أن قسم من أسرة ناصر بن مرشد نفسه عارض ذلك، قام ناصر بعدها بمحاولة توحيد البلاد إذ كانت البلاد مقسمة بين خمس قوى، مبتدئاً بأسرته التي كانت تحكم نخل والرستاق، حيث طرد ابن عمه مالك بن أبي العرب من قلعة الرستاق وتفرغ بعدها لناصر بن قطن، حيث كان يسيطر على الظاهرة. نجح في السيطرة على المدن الداخلية، بينما كانت المدن الساحلية في يد البرتغاليين[31].
حرر جلفار العُمانية (الاسم القديم لرأس الخيمة) عام 1633م من البرتغاليين ولم يلبث أن سيطر على معظم الساحل العُماني. إلا أن مسقط لم تسقط بيد دولة اليعاربة إلا في عهد الإمام سيف بن سلطان اليعربي سنة 1650م. في عام 1645م إتفق مع الإنجليز، منافسوا البرتغال على استعمال موانيء صحار والسيب بصورة حصرية قاطعاً طريق التجارة على البرتغاليين، حيث وقع معه فيليب وايلد ممثل شركة الهند الشرقية الإنجليزية عقداً بذلك. سنة 1648م، قام بمهاجمة مسقط مرة ثانية مما اضطر دوم جولياو نورونا القائد العام في مسقط أن يدفع الجزية لليعاربة، وأن يعفي السفن العُمانية من التفتيش عند الإبحار للخارج بشرط حصولها على تراخيص برتغالية لرحلة العودة، وشملت الإتفاقية العُمانييون الذين كانوا داخل مسقط نفسها حيث تم إعفائهم من جميع الرسوم والضرائب للبرتغال. تميزت الفترة الأولى لدولة اليعاربة باعتماد المنهج الإسلامي، حيث ألغيت الضرائب مثلا وأعتمدت الزكاة.
مقالة مفصلة: دولة اليعاربة
ساحل عُمان[عدل]
فقد كان لتحرير عُمان من الاستعمار البرتغالي سبباً في حدوث الإستقرار وبسط يد الأمان في ربوعها ومناطق الخليج العربي المختلفة، إلا أن الصراعات التي نشبت في أواخر عهد اليعاربة أدت إلى بروز عدة تحالفات وفي ساحل عُمان برزت قوتان سياسيتان جديدتان، القوة الأولى بحرية تتألف من حلف من القبائل يتزعمه القواسم ومقرهم رأس الخيمة الذين أقلقوا الأسطول البريطاني وخاضوا ضدهم معارك عنيفة في منطاق نفوذهم على الساحل العُماني ولم يكتف القواسم بذلك بل أقلقوا الأسطول البريطاني وهاجموه في البحر الأحمر وسواحل الهند وأفريقيا. أما القوة الثانية فهي تحالف قبلي بري وهو تحالف بنو ياس وحلفائهم وكان يتزعمهم قبيلة آل بو فلاح ويمتد نفوذهم حتى خور العديد.
تكون هذه المنطقة (منطقة ساحل عُمان) القسم الشمالي من عُمان وبها سبع إمارات أقدمها في التكون إمارة رأس الخيمة التي كان لنشوب الحرب بين اليعاربة بداخل عُمان في القرن الثامن عشر الميلادي أثره الكبير في إنفرادها بالحكم، كما كان للحروب القبلية والنزاعات الداخلية والتدخل الأجنبي سواء الإنجليزي أو المد المد الوهابي الأثر الكبير في إنفصال هذه الإمارات وقيام مشيخات عرفت بإمارات ساحل عُمان أو إمارات ساحل عُمان المتصالحة أو عُمان المتصالحة أو الإمارات المتصالحة وساحل الهدنة أو كما سماها الإنجليز ساحل القراصنة.
تاريخ ساحل عُمان هو جزءاً مكملاً لتاريخ الوطن العُماني والإمارات اليوم سبع وهي: أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة، ولو نظرنا إلى الخارطة لوجدنا أن هذه الإمارات تقع على ضلعي مثلث تلاقي قمته مضيق هرمز وبها توجد مدينة خصب وتابعة لسلطنة مسقط (سلطنة عُمان بعد عام 1970 م) وتقع رأس الخيمة والشارقة ودبي وأبوظبي وعجمان وأم القيوين على الضلع الغربي للمثلث، أما الضلع الشرقي فهناك تقع المنطقة الشرقية من إمارة الشارقة وتجتمع في خور فكان وكلباء وإلى الشمال من الضلع الشرقي تقع مدينة دبا وتعتبر من أعرق المدن العُمانية في القدم وتقسم إلى ثلاثة أقسام قسم للشارقة وقسم للفجيرة وقسم لسلطنة مسقط وجنوبي كلبا تقع منطقة الباطنة التي تتعدد فيها القرى وتمتد الخضرة وهي الجزء الساحلي لسلطنة مسقط. هذه هي الإمارات العُمانية التي سنتعرف عليها وقد علمنا أن خمساً منها تقع على الجانب الغربي وواحدة مع توابع الأخر تقع على الجانب الشرقي وأدركنا أيضاً أنها لا تقع على ساحل واحد بل على ساحلين وإن إنفصالها عن الوطن الأم كان بسبب التدخل الأجنبي والنزاعات القبلية وحب السيطرة وعدم التفكير في مستقبل الوطن... فكان الوطن ضحية هذه النزاعات والفتن والتدخل الأجنبي، إلا أن إرادة الله فاقت كل هذه الأحوال وها نحن نشهد الكثير من مشاريع التنمية والإزدهار وننلمس في النفوس الرغبة بالسير قدماً نحو الإصلاح والتنمية ولم الشمل وما إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 14 شوال 1391 هـ الموافق 2 ديسمبر 1971م وما تبعته من أحداث وتنمية إلا برهانا على صدق النفوس والإخلاص لحب الوطن.
كانت المنطقة خلال ال150 عاماً التي سبقت قيام دولة الإمارات العربية المتحدة تحت الإنتداب البريطاني وربطت المملكة المتحدة حكام إمارات الساحل العُماني بإتفاقيات تقضي بتولي المملكة المتحدة مسؤولية الشؤون الخارجية والدفاعية مقابل أن يدير حكام الإمارات شؤونهم الداخلية. وحتى منتصف الخمسينات من القرن ال20 لم تشهد إمارات الساحل أي تطور نوعي في مجالات التنمية والاقتصاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو إرساء أسس التنمية بتشجيع وتمويل من بعض الدول العربية كدولة الكويت ودولة قطر التي ظهر فيها النفط في بداية الخمسينات وكذلك الجمهورية العربية المتحدة (الوحدة بين مصر وسوريا). الإتفاقيات التي أبرمتها الحكومة البريطانية مع شيوخ هذه الإمارات:
عُمان والإمبراطورية البرتغالية[عدل]
كانت الإمبراطورية البرتغالية تسيطر على الهند في القرن السادس عشر الميلادي، فقد عين دوم فرنسيسكو ألميدا عام 1505م أول حاكم برتغالي هناك وكان يهم دوم عمانويل أن يؤمن حركة التجارة بحيث ينافس تجارة مصر والبندقية ويسيطر على طريق الهند، فأوعز إلى الفونس البوكرك أن يبحر متجها إلى الشرق لمساعدة ألميدا وكان البوكرك قد دخل البحر العربي عام 1503م، فجاء إلى ملكه بإقتراح توسيع الإمبراطورية البرتغالية وإقامة قلاع عسكرية في كل مدينة للبرتغال فيها مصالح وذلك للإشراف على حكم تلك المدن وضمان ولائها للإمبراطورية، فحبذ الملك الإقتراح وشجع البوكرك بأن أعطاه أمراً يعينه فيه نائباً له في الهند ولكنه طلب منه ألا يظهره إلا بعد ثلاث سنوات.
خرج البوكرك في أربع عشرة سفينة فإتجه أسطوله أولا إلى سقطره وإحتلها وأسس فيها مركزا للبرتغال وفي 10 أغسطس غادر الأسطول سقطرة متجها إلى جزر خوريا موريا (جزر الحلانيات) ثم رسا في رأس الحد حيث إصطدموا مع أربعين سفينة صيد تعود لهرمز فأحرقوها جميعها ومن رأس الحد إتجهوا إلى قلهات، وقد عرفنا إنها ميناء عُماني يسيطر عليه حاكم هرمز الفارسي والظاهر أن حرقهم للزوارق في رأس الحد قد أخاف سلطات هرمز في قلهات فلم يعارض البوكرك أحد ودخل المدينة وبعد ذلك إتجه إلى ميناء قريات شرقي مسقط فدارت معركة بينه وبين الأهالي قتل منهم ثمانون ومن البرتغال ثلاثة وعلى أثر ذلك أحرق الأسطول المدينة وأشعل النار أيضا في سفنها الراسية بالبحر وكان عددها أربعين سفينة.
واصل البوكرك جولته الوحشية فإتجه إلى مسقط وكانت ميناء تجارياً كبيراً وعندما علم أهلها بما أجرمه في قريات أرسلوا إليه شخصين من أعيانهم نيابة عنهم وعن حاكم المدينة وكانت مسقط تدفع أتاوة سنوية لحاكم هرمز مقابل تركها في تجارتها وحكمها لأهلها، فعرض المندوبان على البوكرك أن يتفقا معه بنفس شروط هرمز ولكن البوكرك جاء لينفذ إقتراحاته في إقامة القلاع والإحتلال التام وفي سلب الأهالي، فكيف يعود بغنيمة للملك ويترك أحلامه وتجارته وبحارته في ثروة الشرق، فإختلق عذراً يبرر به قرصنته، فأتهم الأهالي رغم المفاوضات الدائرة إنهم يستعدون لحربه، فأمر سفينتين من أسطوله بالوقوف على ساحل المدينة وأن تقصفها بعنف. قاوم الأهالي وعندما تعدت طاقتهم طلبوا إليه أن لا يحرق المدينة وعرضوا عليه دفع عشرة آلاف أشرفي ذهباً خلال أربع وعشرين ساعة ولكن الدراهم لم تتوفر فأشعل النار في جوانبها وذهبت بيوتها ومساجدها وسفنها طعمة للنيران وغرق من السفن التجارية البكرة أربعة وثلاثون ولم تستطع النيران الملتهبة أن تطيح بأعمدة جامعها الذي كان في المكان المعروف اليوم بالجزيرة، فأمر جنده بهدم تلك الأعمدة، فسقطت عليه الجدران فترك الجامع وشأنه حتى حوله من بعد إلى كنيسة والجزيرة معناها بالبرتغالية كنيسة. وإنتشرت أنباء ألفونسو دي ألبوكيرك في عُمان جميعها ولكنهم ويا للأسف لم يظهر فيهم من يجمع كلمتهم وينازلوا هذا العدو الدخيل، فتركوا كل مدينة وشأنها وعندما هجم على صحار هرب سكانها خوفاً وهلعاً فدخلها ألفونسو دي ألبوكيرك وأعمل فيها النهب والسلب واستمر ألفونسو دي ألبوكيرك في طريقه بالموانئ العُمانية ينهب ويحرق ويسلب حتى وصل إلى خور فكان وهناك لقيه أهلها ببسالة فقاوموه مقاومة عنيفة ولكنه تمكن من دخول المدينة فإنتقم منها إنتقاما كبيرا فقام بقطع أنوف وآذان من وقع في يده من الأسرى وأحرق أحياء المدينة.
أما سيف الدين ملك هرمز فرغم أنه إستطاع أن يجمع ثلاثين ألف جندي وأن يقذف إلى البحر أربعمائة سفينة، ستون منها ضخمة ولكنه شاء أن يقف موقف الذليل، فوقع إتفاقية مع ألفونسو دي ألبوكيرك على أن يدفع له أتاوة سنوية وأن تكون تجارة البرتغال حرة وأن لا تدفع سفنهم إلا ما تدفعه السفن البرتغالية، وقد إحتفظ بنفوذه في رأس الخيمة، وبنى البرتغال بهرمز مصنعا لهم وقلعة تحمي حاميتهم وعلى إثر هذه الإتفاقية طلب الشاه إسماعيل ملك إيران الجزية من هرمز، فعاد هذا يسأل ألفونسو دي ألبوكيرك فوعده بالحماية وأن هرمز عليها البرتغال بإسطولهم ورجالهم.
وهكذا نجحت أول موجة استعمارية للدخول إلى بلاد العرب ولعل الوحشية التي تفجرت من إندفاعها كانت إيذانا بفظاعة الاستعمار في كل مراحلة بداية وتمكنا ونهاية وفي عام 1509م تولى البوكرك منصب نائب الملك في الهند ومات البوكرك في جوا بالهند عام 1515م فخلفه لوبو سورين. وفي عهد لوبو قامت ثورات في مسقط وصحار ولكنه تمكن من القضاء عليها وفي عام 1526م أعلن أهالي قلهات ومسقط الثورة ضد البرتغال فقضى عليها القائد لوبو فاز وبعد ذلك امتد نفوذ البرتغال في كافة الموانئ العربية المطلة على بحر العرب والخليج العربي.
عُمان وآل بو سعيد[عدل]
إن المؤسس الأول لدولة آل بو سعيد هو الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد آل بو سعيدي الأزدي وهو رجل قوي شديد الإنضباط قام بتحرير البلاد من الغزو الأجنبي الفارسي ووحد العمانيين تحت راية واحدة نحو القوة والمجد. لقد كان الإمام احمد بن سعيد واليا على صحار من قبل اليعاربة ولكن تم اختياره إماما على عمان عام 1744م وذلك لمواقفه الوطنية وشجاعته وحنكته السياسية والتجارية والعسكرية.
لقد كان توليه الحكم هو البداية الفعلية لحكم أسرة آل بو سعيد وهي الأسرة الحاكمة حيث أنشأ مؤسس الدولة الجديد جيشاً قوياً وأهتم بتدعيم الأسطول العُماني وتطويره لذا فقد حقق انتصارات حاسمة إستعاد فيها لعُمان مركزها وقوتها. لقد مثل حكمه النهاية الفعلية لعصر اليعاربة وإنهاء الخلافات والإنقسامات الداخلية والحروب التي أضرت بعُمان وبمكانتها التاريخية المرموقة.
لقد نمت وتعاظمت مساهمة وقوة الدولة البوسعيدية منذ بدايتها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي واستمرت متطورة رغم العثرات، حتى عصر النهضة المباركة والتي أرسى دعائمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وكأي دولة واجهت الدولة البوسعيدية العديد من التحديات الداخلية والهجوم الخارجي من القوى الإقليمية والأوربية، إلا إنها إستطاعت دوماً الصمود والانتصار، بفضل الوحدة الوطنية والتواصل مع القوى الأجنبية المحبة للسلام والوئام وهنا نوجز أهم الإنجازات والمكاسب التي حققتها الدولة البوسعيدية على أرض عُمان وعلى المستوى الإقليمي والدولي: الوحدة الوطنية حيث إستطاع البوسعيديون إن يوقفوا تصدع الوحدة الوطنية للعُمانيين التي حدثت في نهاية عهد اليعاربة وأن يوحدوا الشعب العُماني والقبائل العُمانية تحت راية واحدة وهدف واحد، عن طريق الوحدة الطوعية والحكمة واللين والتحالف والمصاهرة فقد تمت تقوية البناء القومي على أساس التسامح والمساواة والحرص على أموال الناس وأرواحهم وذلك على إختلاف قبائلهم ومناطقهم وأعراقهم وثقافاتهم والمحافظة على الأرض، حيث إستطاع البوسعيديون تحرير الأرض العُمانية من الوجود الفارسي ومن بعده الوجود الأوروبي بأشكاله وجنسياته المختلفة محافظين على سيادتهم على أرضهم ومياههم الإقليمية معتمدين على الله أولاً ثم على قوتهم الذاتية وتماسكهم ووحدتهم، محققين بناء دولة مركزية آمنه مطمئنة يسندها نظام قانوني وقضائي وإداري واضح ومحكم والقوة الاقتصادية والتجارية، حيث تمكن البوسعيديون من إخراج البلاد من الآثار السلبية للحروب الأهلية على الاقتصاد وضعف التجارة الداخلية والخارجية ومن ثم بناء قوة اقتصادية وطنية قوامها الإهتمام بالزراعة والري وقطاعات الإنتاج الأخرى والموانئ وطرق التجارة داخلياً وخارجياً.
خط زمني بتاريخ عُمان[عدل]
- من عام 3000 قبل الميلاد إلى 2000 قبل الميلاد: مجان (عُمان) تزود دلمون (البحرين) وبلاد ما وراء النهرين (آسيا الوسطى وبلاد القوقاز) بمواد أولية كالنحاس.
- من عام 2000 قبل الميلاد إلى 1000 قبل الميلاد: إنحسار تجارة النحاس، الفارسيون يحتلون ساحل عُمان ويستوطنون فيه، وصول القبائل العربية.
- من عام 1000 قبل الميلاد إلى 300 قبل الميلاد: ترويض الجمال، ظهور نظام الأفلاج وإنتشار الزراعة بسرعة كبيرة، سايروس الأعظم يفتح عُمان.
- من عام 300 قبل الميلاد إلى 226 ميلادي: إزدهار تجارة اللبان من سمهرم في ظفار، وصول قبائل الأزد بزعامة مالك بن فهم إلى عُمان ويهزمون الفرس.
- من عام 226 ميلادي إلى 640 ميلادي: الفرس يستعيدون السبطرة على ساحل الباطنة (فترة الساسانيين)، الأزديون يواصلون الحكم في منطقة الداخلية.
- في عام 630 ميلادي: عُمان تعتنق الإسلام.
- في عام 715 ميلادي: انتخاب الجلندي بن مسعود كأول إمام.
- من عام 715 ميلادي إلى 1250 ميلادي: العرب يوسعون نشاطهم التجاري والبحري بسرعة ويتخذون من صحار مركزاً لأنشطتهم البحرية.
- من عام 1250 ميلادي إلى 1507 ميلادي: هرمز يؤسس دولة في ساحل عُمان.
- من عام 1507 ميلادي إلى 1624 ميلادي: البرتغاليين بقيادة ألفونسو دي ألبوكيرك يستولون على قلهات وقريات ومسقط وصحار وهرمز ويسيطرون على التجارة في المحيط الهندي، إنشاء قلعتي الميراني والجلالي في مسقط.
- في عام 1624 ميلادي: إنتخاب الإمام ناصر بن مرشد اليعربي أول إمام لليعاربة، البرتغاليين يتقهقرون إلى مسقط ومطرح.
- من عام 1624 ميلادي إلى 1718 ميلادي: أسرة آل يعرب (اليعاربة) تحكم عُمان، طرد البرتغاليين من عُمان 1650 م. الأسطول العُماني يستولى على المستعمرات البرتغالية في شرق أفريقيا والهند وبلاد فارس، بناء القلاع في نزوى وجبرين والرستاق والحزم.
- من عام 1718 ميلادي إلى 1747 ميلادي: إندلاع الصراعات القبلية بين قبيلتي الغافري والهنائي في أعقاب الخلاف حول الإمامة، طلب المساعدة من البرتغال، البرتغاليين يستولون على أجزاء من عُمان.
- في عام 1747 ميلادي: السلطان أحمد بن سعيد يطرد البرتغاليين ويُنتخب أول إمام لأسرة آل بو سعيد.
- من عام 1804 ميلادي إلى 1856 ميلادي: عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، عصر ذهبي شهد كثير من الإزدهار والتوسع، إنتقل كرسي الحكم من مسقط إلى زنجبار، بعد وفاة السيد سعيد إنقسمت عُمان وزنجبار إلى سلطنتين منفصلتين.
- من عام 1868 ميلادي إلى 1920 ميلادي: إنحسار مضطرد للهيمنة البحرية لعُمان بسبب إفتتاح قناة السويس وقدوم السفن البخارية، فترة الخلافات بين السلطان الذي يحكم المناطق الساحلية والإمام الذي يسيطر على المناطق الداخلية.
- في عام 1920 ميلادي: إتفاقية السيب بين السلطان والإمام بتحديد مناطق النفوذ لكل منهما.
- من عام 1952 ميلادي إلى 1955 ميلادي: الصراع بين عُمان والسعودية وأبوضبي على واحة البريمي.
- من عام 1965 ميلادي إلى 1975 ميلادي: التمرد الشيوعي في ظفار.
- في سنة 1967 ميلادي: بداية إنتاج النفط بكميات تجارية.
- في سنة 1970 ميلادي: السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد يتولى مقاليد الحكم في البلاد كحاكم ثامن من أسرة آل بو سعيد.
عُمان في الحقبة الحديثة[عدل]
كانت الإمامة الإباضية بالإنتخاب في أول الأمر، ثم تحولت إلى النظام الوراثي ثلاث مرات في عهد بني نبهان واليعاربة وآل بوسعيد. واستمر حكم أئمة الإباضية حتى الغزو البرتغالي لعُمان عام 1507م الذي استمر حتى عام 1624م وهي الفترة التي سُميت بالعصور المظلمة في عُمان. ثم إنتقل الحكم عام 1624م إلى اليعاربة بعد أن تم لهم طرد المستعمر البرتغالي وعادت عُمان للمذهب الإباضي مرة أخرى تحت قيادة الإمام ناصر بن مرشد الذي وحد الصفوف وإتجه لمقاومة البرتغاليين وإستفاد من عدم تدخل الإنجليز والفرس لمساندة البرتغاليين. تميز حكم اليعاربة بإمتلاك جيش قوي وأسطول ضخم كما شيدوا القلاع والحصون وأعادوا تعمير ما دمره المستعمر خلال فترات المقاومة.
تولى آل بوسعيد حكم عُمان عام 1154هـ - 1741م ويعود تاريخ آل بوسعيد إلى أحمد بن سعيد الذي عين مستشاراً لسيف بن سلطان، آخر من حكم عُمان من اليعاربة، فلما رأى اضطراب الأمور في البلاد وضعف الحاكم سيف بن سلطان وتفتت البلاد في عهده عمل على توحيد الصفوف وقضى على القوات الفارسية الموجودة بالبلاد وعلى إثر ذلك بويع إماماً للبلاد وتوالى الأئمة من آل بوسعيد حتى آل الأمر الآن للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد الذي شهدت عُمان في عهدة نهضة عمرانية واسعة وكان إستمرار آل بوسعيد في الحكم لمدة قرنين ونصف القرن، قد قدم دفعة قوية لدعم الوحدة العُمانية خاصة في مراحل محدودة بلغت ذروتها في عهد السيد سعيد بن سلطان (1804م - 1856م) ثم في عهد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد باني نهضة عُمان الحديثة.
الجغرافيا[عدل]
مقالة مفصلة: جغرافيا عمان
مقالة مفصلة: جغرافيا عمان
| جغرافيا عُمان | |
|---|---|
| الساحل | 3,165 كم |
| الدول المجاورة | السعودية والإمارات واليمن |
صحراء الحصى سهل واسع تغطي معظم وسط سلطنة عُمان مع سلاسل الجبال على طول الشمال جبال الحجر والساحل الجنوبي الشرقي، حيث توجد أيضاً المدن الرئيسية في البلاد: العاصمة مسقط وصحار وصور في الشمال وصلالة في الجنوب مناخ عُمان حار وجاف في المناطق الداخلية ورطب على طول الساحل. خلال العهود الماضية وتمت تغطية عُمان من قبل المحيط والتي شهدها عدد كبير من قذائف المتحجرة الموجودة في مناطق من الصحراء بعيداً عن الساحل الحديثة.
وتتميز شبه جزيرة مسندم بموقع إستراتيجي على مضيق باب السلام وتنفصل جغرافيا عن بقية سلطنة عُمان من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة.[32] سلسلة من البلدات الصغيرة التي تعرف باسم دبا هي بوابة الدخول إلى شبه جزيرة مسندم في البر وقرى الصيد من محافظة مسندم عن طريق البحر مع القوارب المتاحة للإستئجار في ولاية خصب للرحلات في شبه جزيرة مسندم عن طريق البحر.
تعتبر ولاية مدحاء جزء من سلطنة عُمان رغم إنها محاطة من جميع الجهات بدولة الإمارات العربية المتحدة وهي جيب خارجي لعُمان وتقع في منتصف الطريق بين شبه جزيرة مسندم والجزء الرئيسي من سلطنة عُمان وباقي الأراضي العُمانية،[32] وتتبع إدارياً محافظة مسندم التي تغطي ما يقرب من (75 29 كم²) وقد إستقر في حدود مدحاء في عام 1969م، مع الزاوية الشمالية الشرقية من متر بالكاد 10 مدحاء (32.8 قدم) من طريق إمارة الفجيرة ضمن معتزل مدحاء هي داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وقرية النحوة الذين ينتمون إلى إمارة الشارقة وتقع على بعد 8 كم (5 ميل) على طول الطريق الترابية غرب ولاية مدحاء الجديدة التي تتألف من حوالي 40 منزلاً مع عيادة ومقسم الهاتف.[33]
الحدود[عدل]
![]() | بحر عُمان | مضيق باب السلام | الخليج العربي | ![]() |
| بحر العرب | ||||
| ||||
| المحيط الهندي |
التقسيمات الإدارية[عدل]
مقالات مفصلة: ولايات سلطنة عمان
- محافظات سلطنة عمان
المحتوى هنا يحتوي معلوماتٍ قديمةً. فضلًا ساعد بتحديثه ليعكس الأحداث الأخيرة أو المعلومات المُتاحة حديثًا. (أغسطس 2016)
تنقسم السلطنة إدارياً إلى إحدى عشر محافظة هي: مسقط وظفار ومسندم والبريمي والداخلية وشمال الباطنة وجنوب الباطنة وشمال الشرقية وجنوب الشرقية والظاهرة والوسطى وتتكون هذه المحافظات من عدد من الولايات يصل مجموعها إلى 61 ولاية ولكل محافظة مركز إقليمي أو أكثر ويصل مجموع المراكز الإقليمية في السلطنة إلى 12 مركزاً إقليمياً والتقسيم موزع على النحو التالي:-[34][35][36]
مقالات مفصلة: ولايات سلطنة عمان- محافظات سلطنة عمان
المحتوى هنا يحتوي معلوماتٍ قديمةً. فضلًا ساعد بتحديثه ليعكس الأحداث الأخيرة أو المعلومات المُتاحة حديثًا. (أغسطس 2016)
| م | المحافظة | العاصمة الإدارية | عدد الولايات(4) | المساحة (كم2) | |
|---|---|---|---|---|---|
| 1 | محافظة مسندم | خصب | 4 | 1,800 | |
| 2 | محافظة البريمي | البريمي | 3 | 4,255 | |
| 3 | محافظة الباطنة | صحار - الرستاق | 12 | 12,500 | |
| 4 | محافظة مسقط | مسقط | 6 | 3,900 | |
| 5 | محافظة الظاهرة | عبري | 3 | 44,000 | |
| 6 | محافظة الداخلية | نزوى | 8 | 31,900 | |
| 7 | محافظة الشرقية | صور- إبراء | 11 | 36,400 | |
| 8 | محافظة الوسطى | هيما | 4 | 79,700 | |
| 9 | محافظة ظفار | صلالة | 10 | 99,300 |
المدن الرئيسية[عدل]
مقالة مفصلة: قائمة مدن سلطنة عمان
مقالة مفصلة: قائمة مدن سلطنة عمان
|
مدن عمان الكبرى المصدر : http://www.geonames.org/OM/largest-cities-in-oman.html | |||||||||||
|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
مسقط السيب | |||||||||||
| ترتيب | المدينة | المنطقة | عدد السكان | صلالة بوشر | |||||||
| 1 | مسقط | مسقط | 797,000 | ||||||||
| 2 | السيب | مسقط | 237,816 | ||||||||
| 3 | صلالة | ظفار | 163,140 | ||||||||
| 4 | بوشر | مسقط | 159,487 | ||||||||
| 5 | صحار | الباطنة | 108,274 | ||||||||
| 6 | السويق | الباطنة | 107,143 | ||||||||
| 7 | عبري | الظاهرة | 101,640 | ||||||||
| 8 | صحم | الباطنة | 89,327 | ||||||||
| 9 | بركاء | جنوب الباطنة | 81,647 | ||||||||
| 10 | الرستاق | جنوب الباطنة | 79,383 | ||||||||
النباتات والحيوانات[عدل]
تم العثور على شجيرة صحراوية والصحراء العشب ومشتركة بين جنوب شبة الجزيرة العربية، لكن الغطاء النباتي متناثر في الهضبة الداخلية والذي هو صحراء الحصى إلى حد كبير.
سقوط الأمطار الموسمية في أكبر جبال محافظة ظفار يجعل النمو هناك مترف أكثر خلال الصيف وأشجار جوز الهند تنمو بوفره في السهول الساحلية من ظفار ويتم إنتاج اللبان في التلال، مع الدفلى وفيرة ومتنوعة من الأكاسيا.
في جبال الحجر هي منطقة إيكولوجية متميزة وهي ثاني أعلى قمة في سلطنة عُمان محافظة الشرقية مع الحيوانات البرية ومنها الطهر العربي.
الثدييات الأصلية تشمل النمر والضبع والثعلب والذئب والأرنب والمها والوعل. الطيور وتشمل النسر وجو ستورك والحبارى والحجل العربي والآكل نحلة والصقر وغيرها. في عام 2001م كان في عُمان تسعة أنواع مهددة بالإنقراض من الثدييات وخمسة أنواع من الطيور المهددة بالإنقراض ومهددة 19 من الأنواع النباتية. صدرت مراسيم سلطانية لحماية الأنواع المهددة بالإنقراض، بما في ذلك النمر العربي ومها والغزال الجبلي والغزال وغزال درقي والطهر العربي والسلاحف البحرية الخضراء وسلحفاة هوكسبيل والزيتون ريدلي السلاحف، لكن اليونسكو وإجتثاث سرد العربي عُمان محمية المها من قائمة التراث العالمي نظراً لقرار الحكومة للحد من موقع إلى 10% من حجمها السابق.[37]
البيئة[عدل]
الجفاف وقلة الأمطار تساهم في نقص في إمدادات المياه في البلاد والحفاظ على إمدادات كافية من المياة للاستخدامات الزراعية والمحلية هي واحدة من مشاكل عُمان البيئية الأكثر إلحاحاً، مع محدودية موارد المياة المتجددة ويستخدم 94% من المياة المتوفرة في الزراعة و2% للنشاط الصناعي والغالبية من مصادر المياه الجوفية في المناطق الصحراوية ومياة الينابيع في التلال والجبال. مياة الشرب غير متوفرة في جميع أنحاء البلاد عن طريق الأنابيب أو تسليمها.
وقد أظهرت التربة في السهول الساحلية، مثل ولاية صلالة زيادة مستويات الملوحة وذلك بسبب الإستغلال المفرط للمياة الجوفية والتعدي من قبل مياة البحر في المياة الجوفية تلوث الشواطئ والمناطق الساحلية الأخرى بواسطة حركة ناقلات النفط عبر مضيق هرمز وبحر عُمان هي أيضاً خطر مستمر.
المناخ[عدل]
تخضع عُمان للمناخ الجاف (الصحراوي) وشبه الجاف (الاستبس) مع إرتفاع ملحوظ في درجات الحرارة معظم العام ـ عدا المناطق المرتفعة والجزر ـ وهي تتجاوز في النهار 45° م صيفاً ولا يقل متوسط الحرارة في أبرد الشهور عن 20°م بحكم مرور مدار السرطان في ثلثها الشمالي. ونظراً لموقعها الهامشي بين أعاصير العروض الوسطى والموسميات في العروض الدنيا، أصبحت الأمطار قليلة ومتذبذبة في الكمية وفي توقيت التساقط. وهي شتوية في شمالي سلطنة عُمان نتيجة وجود المنخفضات الجوية التي تتعرض لها ويبلغ متوسطها 100 ملم سنوياً. وهي أغزر ما تكون على الجبال وكذلك في محافظة الظاهرة وأقل ما تكون في محافظتي شمال وجنوب الباطنة، ثم في الجهات محافظةالداخلية ومحافظة الوسطى. وتسيل بها الأودية والشعاب التي تحدد مواقع العمران والتنمية ولذلك إهتم العُمانيون كثيراً بحفر الأفلاج ـ القنوات الصغيرة ـ وصيانتها المستمرة وإقامة سدود التغذية على الأودية الرئيسية التي تسهم في تجديد المخزون السنوي من المياة الجوفية على شكل عيون طبيعية أو بحفر الآبار الإرتوازية.
أما في جنوبي البلاد وخصوصاً على جبال محافظة ظفار، فالأمطار صيفية نتيجة لهبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية. وقد يزيد معدلها خلال هذا الفصل على 150 ملم. كما تتجمع السحب ويتساقط الرذاذ حول الجبال هناك، مما ساعد على نمو نباتي غني تقوم عليه تربية الماشية والإبل. وقد ساعدت الأمطار الشتوية والصيفية على نمو المراعي والنباتات الطبيعية المختلفة من أشجار شوكية أو نباتات صحراوية وعلى نجاح الزراعة في عُمان وتركَّز السكان في مواقع معينة حددها توافر المياه بها.
وتتعرض البلاد معظم العام للرياح التجارية الشمالية الشرقية التي قد تتحول إلى شمالية غربية مصحوبة بالأمطار شتاء. أما في جنوبي البلاد، فإنَّ الرياح الجنوبية الغربية الممطرة تهب عليها صيفاً.
وبينما يتميز داخل عُمان بالجفاف، مما يخفف من وقع الحرارة الشديدة على الناس، تتميز المناطق الساحلية بإرتفاع كبير في درجة الرطوبة النسبية مما يرفع من درجة الإحساس بالحرارة.
ويختلف المناخ في السلطنة من منطقة لأخرى، ففي المناطق الساحلية نجد الطقس حاراً رطباً في الصيف في حين نجده حاراً جافاً في الداخل، بإستثناء بعض الأماكن المرتفعة حيث الجو معتدل على مدار أكثر اعتدالاً. أما الأمطار في سلطنة عُمان فهي قليلة وغير منتظمة بشكل عام، ومع ذلك ففي بعض الأحيان تهطل أمطار غزيرة وتستثنى من ذلك محافظة ظفار حيث تهطل عليها أمطار غزيرة ومنتظمة في الفترة بين شهري يونيو وأكتوبر نتيجة للرياح الموسمية.
| ˅ | |||||||||||||
|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| الشهر | يناير | فبراير | مارس | أبريل | مايو | يونيو | يوليو | أغسطس | سبتمبر | أكتوبر | نوفمبر | ديسمبر | المعدل السنوي |
| متوسط درجة الحرارة الكبرى ب°ف | 81 | 79 | 84 | 93 | 102 | 104 | 100 | 97 | 97 | 95 | 86 | 81 | 92 |
| متوسط درجة الحرارة الصغرى ب °ف | 63 | 63 | 70 | 75 | 84 | 88 | 86 | 82 | 81 | 75 | 70 | 64 | 75 |
| هطول الأمطار ببوصة | 0.5 | 1 | 0.6 | 0.7 | 0.3 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0.3 | 0.5 | 3٫9 |
| متوسط درجة الحرارة الكبرى ب °م | 27 | 26 | 29 | 34 | 39 | 40 | 38 | 36 | 36 | 35 | 30 | 27 | 33٫1 |
| متوسط درجة الحرارة الصغرى ب°م | 17 | 17 | 21 | 24 | 29 | 31 | 30 | 28 | 27 | 24 | 21 | 18 | 23٫9 |
| هطول الأمطار ب مم | 12.7 | 25.4 | 15.2 | 17.8 | 7.6 | 0 | 0 | 0 | 0 | 0 | 7.6 | 12.7 | 99 |
| المصدر: [38] The Weather Channel | |||||||||||||
التركيبة السكانية[عدل]
مقالة مفصلة: سكان عمان
مقالة مفصلة: سكان عمان
| التركيبة السكانية | |
|---|---|
| اللغات | العربية والبلوشية والسواحيلية والجبالية (الشحرية) والمهرية والشحيه والبطحريه |
| اللهجات | العُمانية والخليجية (الإماراتية) والظفارية والشحيه |
| الديانة | الإسلام |
| مجموعات عرقية | العرب والبلوش (أصول عربية) والسواحيليين |
| متوسط العمر المتوقع | 73.13 سنوات |
بعض 600،000 أجنبي يعيشون في عمان، ومعظمهم من العمالة الوافدة من الدول العربية، ودول آسيوية كباكستان وبنغلاديش والهند والفلبين.
توزيع السكان[عدل]
يبلغ تعداد سلطنة عمان حسب تقديرات سنة 2017م إرتفاع عدد سكان سلطنة عمان إلى 4 ملايين و592 الف و115 نسمة، منهم 2,486,093 عُمانيين 2,106,022 أجنبي.
ويتوزع أغلب سكان السلطنة في محافظة مسقط ومحافظة الباطنة ويتوزع باقي السكان في العديد من المدن والقرى في باقي المحافظات. بينما تظل نسبة كبيرة من مساحة السلطنة غير مأهولة بالسكان وخاصة في وسط البلاد.
| المنطقة | ع/إدارية | المساحة(كم2) | السكان (1993) | السكان (2003) | السكان (2015) | الكثافة السكانية 2015 (لكل كم2) |
|---|---|---|---|---|---|---|
| مسقط | مسقط | 3,900 | 622,506 | 631,031 | 1,320,464 | 0.7 |
| ظفار | صلالة | 99,300 | 174,888 | 214,331 | 392,517 | 2.7 |
| البريمي | البريمي | 4,255 | 48,287 | 76,838 | 103,593 | 0.3 |
| مسندم | خصب | 1,800 | 27,669 | 28,263 | 41,531 | 0.6 |
| الباطنة | صحار | 12,500 | 538,763 | 652,667 | 760,454 | 0.4 |
| الظاهرة * | عبري | 44,000 | 169,710 | 204,250 | 258,567 | 5.9 |
| الداخلية | نزوى | 31,900 | 220,403 | 265,083 | 308,730 | 9.7 |
| الشرقية | صور | 36,400 | 247,551 | 312,708 | 367,966 | 10.1 |
| الوسطى | هيما | 79,700 | 16,101 | 23,058 | 41,439 | 0.4 |
التوزع العرقي[عدل]
الحكومة والسياسة[عدل]
مقالة مفصلة: سياسة سلطنة عمان
قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد سلطان عُمان ونظام الحكم في البلاد هو سلطاني وراثي وأسرة آل بو سعيد (ألبوسعيدي) هي الأسرة الحاكمة الحالية والسلطان هو الذي يعين مجلس الوزراء ويرأسه في بداية التسعينات أمر السلطان بإنشاء المجلس الإستشاري الذي إنبثق عنه مجلس الشورى المنتخب وكان لهم دور إستشاري حتى عام 2011م، عندما قرر السلطان قابوس لإعطاء صلاحيات تشريعية لمجلس الشورى والسماح لأعضاءه المنتخبين باستجواب الوزراء وفق شروط وإقتراح القوانين والتغييرات في الأنظمة الحكومية.[39]
لا توجد أحزاب القانونية والسياسية في عُمان. مع عودة مزيد من العُمانيين والشباب أكثر من التعليم في الخارج، يبدو من المرجح أن التقليدية والقبلية القائمة على النظام السياسي لا بد من تعديلها.[40] شورى الدولة والمجلس الذي أنشئ في عام 1981م وتألفت من 55 ممثلين معينين من الحكومة، القطاع الخاص والمصالح الإقليمية.
مقالة مفصلة: سياسة سلطنة عمان
العلاقات الخارجية[عدل]
انتهجت عمان منذ عام 1970 سياسة خارجية معتدلة وتوسعت علاقاتها الدبلوماسية بشكل كبير. عمان هي من بين الدول العربية القليلة جدا التي حافظت على علاقات ودية مع إيران.[41][42] ويكيليكس كشفت البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي أظهرت أن العلاقات الودية بين عمان وإيران! قد اثمرت عن المملكة المتحدة (في المساعدة على إطلاق سراح البحارة البريطانيين سجن من قبل إيران).[43] نفس الكبلات تصوير أيضا الحكومة العمانية والتي ترغب في الحفاظ على علاقات ودية مع إيران، وعلى أنها تحولت إلى أسفل باستمرار دبلوماسيين أمريكيين الطالبة عمان لاتخاذ موقف أكثر صرامة ضد إيران.[44][45][46][47]
النظام القانوني[عدل]
السلطة القضائية هي تابعة للسلطان ووزارة العدل. الشريعة (القانون الإسلامي) هي مصدر جميع التشريعات، وأقسام المحكمة الشرعية في نظام المحاكم المدنية هي المسؤولة عن المسائل قانون الأسرة، مثل الطلاق والميراث. في بعض المناطق الريفية، وتستخدم القوانين القبلية والعادات شيوعا لتسوية النزاعات.[48]
على النظام الأساسي للدولة[49] هو حجر الزاوية في النظام القانوني العماني وتعمل بمثابة دستور للبلاد. صدر النظام الأساسي في العام 1996، وحتى الآن تم تعديل مرة واحدة فقط، في عام 2011,[50] كرد فعل على الاحتجاجات.
هو شخصية بإقامة العدل للغاية، مع تقتصر الحماية الإجراءات القانونية الواجبة، وخاصة في القضايا السياسية والمتصلة بالأمن.[51] أعلن تقرير 2012 من قبل برتلسمان ستيفتونغ أنه في حين أن "مدونة قانونية العماني يحمي نظريا الحريات المدنية والحريات الشخصية، وكلاهما بانتظام تجاهل من قبل النظام. عمان، لذلك، لا يمكن اعتبار الحرة."[52]
القوات المسلحة[عدل]
مقالة مفصلة: القوات المسلحة لسلطان عمان
مقالة مفصلة: القوات المسلحة لسلطان عمان
الجيش السلطاني العُماني[عدل]
يعد قوة برية حديثة متطورة ومتكاملة البناء والتسليح والتنظيم ويضم في صفوفه أسلحة المشاه والمدرعات والمدفعية ومنظومة الدفاع الجوي والإشارة والأسلحة الإدارية الأخرى، متسلحاً بالقدرة والكفاءة على خوض المعارك بفضل العناية المستمرة بالتدريب والتحديث وتطوير مستوى الأفراد والمعدات، حيث تأسس في عام 1907م ممثلاً في قوة مشاة صغيرة يطلق عليها حامية مسقط آنذاك لم يكن لها مهام أكثر من كونها حامية منطقة مسقط ثم تطورت وتوسعت وسميت في عام 1921م بمشاة مسقط، ظلت القوة العسكرية الوحيدة في عُمان إلى أن أدت التطورات التي حدثت في أوائل الخمسينات إلى تشكيل بعض الوحدات الأخرى ثم أستمر في التطور تدريجياً من حيث التنظيم والتسليح، وفي مطلع عام 1976م أعيد تنظيم القوات المسلحة بصفة عامة فأصبح سلاحاً مستقلاً أطلق عليه قوات سلطان عُمان البرية حتى عام 1990م، عندما صدرت الأوامر السامية بتسميته الجيش السلطاني العُماني.
.
الرياضة[عدل]
| رياضة في سلطنة عمان | |
|---|---|
| شعبية الرياضة | كرة القدم، الكرة الطائرة، كرة اليد، كرة السلة والهوكي. |
| الفرق الرياضية الوطنية | 5 |
| وطني النوادي الرياضية | 48 |
| الألوان الوطنية | الأحمر والأبيض والأخضر |
علي الحبسي هو لاعب محترف العماني لكرة القدم. كان يلعب في الدوري الأنجليزي الممتاز حارس مرمى ويجان أتلتيك وحاليا في النادي الأهلي السعودي.[92]
منحت اللجنة الأولمبية الدولية في السابق GOYSCA جائزتها المرموقة للتميز الرياضي تقديرا لمساهماته في الشباب والرياضة وجهودها لتعزيز الروح الأولمبية والأهداف.
لعبت اللجنة الأولمبية عمان دورا رئيسيا في تنظيم ناجح للغاية 2003 أيام الأولمبية، والتي كانت ذات فائدة كبيرة على الجمعيات الرياضية والنوادي والمشاركين الشباب. اتخذ اتحاد كرة القدم جزء، جنبا إلى جنب مع اتحاد الرجبي كرة اليد، كرة السلة، والهوكي والكرة الطائرة وألعاب القوى والسباحة والتنس والجمعيات. في عام 2010، استضافت مسقط لعام 2010 دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية.
كما يضم بطولات التنس في الانقسامات عمرية مختلفة كل عام. داخل ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي يحتوي على بركة للسباحة 50 مترا والذي يستخدم للبطولات الدولية من مدارس مختلفة في بلدان مختلفة. وعقدت جولة من عمان، وركوب الدراجات المهنية 6 أيام السباق مرحلة، في فبراير شباط.
عمان استضافت أيضا آسيا 2011 لكرة القدم كأس العالم للكرة الشاطئية التصفيات، حيث 11 فريقا تتنافس على 3 نقاط في بطولة كأس العالم لكرة القدم.
عمان وربما الأمة الوحيدة في منطقة الخليج لديها أحداث مصارعة الثيران التي نظمت في أراضيها. آل Batena المجال هو بارز لمثل هذه الأحداث. جمهور واسع يحضر لرؤية تطور الأحداث. مصارعة الثيران العماني هو ليس حدثا عنيفا. جذور مصارعة الثيران في سلطنة عمان غير معروفة على الرغم من العديد من السكان المحليين هنا يعتقد أن انها جلبت إلى عمان من قبل المغاربة من أصل أسباني. لكن آخرين يقولون انه لديه اتصال مباشر مع البرتغال التي استعمرت الساحل العماني منذ ما يقرب من 2 قرون من الزمن


تعليقات
إرسال تعليق